من المعلوم أن اللغات مهما اختلفت في رسمها، وأصواتها، ومدلولاتها، وثقافتها فإنها لا تخلو من مجازات لغوية ومجازات عقلية تستخدم في سياقات مختلفة تتسق مع المقام الذي يتم فيه الكلام، هذه المجازات قد تأتي تلقائيا في سياق الحديث ممن يتحدثون لغتهم الأم، بصرف النظر عن كونهم مثقفين أو غير مثقفين. أما الدارسون للغات أخرى غير لغتهم فالأمر يختلف تماما، إذ إنهم يحتاجون إلى إتقان مهارات اللغة المستهدفة أولاً قبل معرفة الأساليب الفنية، والصور البيانية كما هو الحال في اللغة العربية ، فهي لغة غنية جداً، وتعلمها من أجل إتقانها يستغرق وقتا ليس بالقصير، ولن يعرف أحد مجازاتها اللغوية والعقلية وما يتعلق بهما من معانٍ، وبيانٍ، وبديع إلا إذا أتقنها نحواً وصرفاً، واطلع على أدبها بصوره وأشكاله، وأغراضه المختلفة، عندئذ يستطيع أن يدرك كُنهَ البلاغة العربية. ومن خلال تد...