تقنيات الاتصال والتغيرات الاجتماعية في ظل العولمة الإعلامية

ثمة إجماع بأن السنوات القليلة الماضية شهدت انفجاراً، وتطوراً في التقنيات وتطبيقاتها واستعمالاتها في كثير من المجالات التي تمس حياة الشعوب والمجتمعات، وأعتبر الكثيرون أن وسائل الإعلام كانت المجال الأهم والأوسع تأثيراً وتطبيقاً فيها . عربياً لا يختلف اثنان على أهمية حاجتنا إلى التعاطي الأمثل مع هذا التطور، وذلك في بناء مجتمع المعلومات، ووضع وتكريس إمكانيات المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في خدمة التنمية تحديداً، والنهوض باستعمال المعلومات والمعارف، بغية تحقيق الأهداف الإنمائية والمتعثرة في بعض الدول العربية ووصل المناطق النائية بشبكات الاتصال، وإقامة مناطق نفاذ مجتمعية، ووصل الجامعات والكليات والمدارس والمراكز العلمية والبحثية بشبكة الاتصال المعلوماتي، وربط المتاحف والمكتبات والمراكز الثقافية إلكترونياً ووصل جميع الإدارات الحكومية المحلية والمركزية بشبكات معلومات متكاملة وتأمين وصول السكان إلى الخدمات التلفزيونية ولإذاعية ... الخ . فعالمنا العربي وإن كان سائراً في جزء صغير من ركاب انفجار المعلومات، التي تحقق كل ما سبق ويزيد، ومستعملاً بعض وسائطها إلا أنه ما زال في بداية الطريق سواء من حيث طبيعة الاستخدام ومجالاته، أو من حيث استثماره لهذا الاستخدام، الذي يتفاوت داخل كل دولة عربية، وبين كل دولة ودولة، في خدمة قضاياها وحاجات المجتمع الحقيقية، أو من حيث سوء الاستخدام في مجالات التكنولوجيا، والتي قادت إلى ظهور نماذج غير مؤطرة للتنمية واكتساب المعارف التكنولوجية الحديثة إضافة إلى اعتقاد البعض بأن الحل يكمن فقط في اقتناء التكنولوجيا