التقييم الجغرافي لمستويات التلوث الضوئي في مدينة العزيزية باستخدام تطبيقات الجيوماتكس

لقد أصبح إنبعاث الضوء الإصطناعي (بسبب زيادة استخدام الإنارة والمصابيح الاصطناعية) أحد المصادر الرئيسية للتلوث البيئي في الوقت الحاضر, كذلك فإن الضوء الاصطناعي يؤدي الى تغييرواقع الظلام المسائي وما له من آثار ضارة، فقد تكون للإضاءة الليلية عواقب فسيولوجية خطيرة على الإنسان ، البيئة، الآثار التطورية لمجموعات الحيوانات والنباتات وقد تعيد تشكيل النظم البيئية بأكملها. لذلك تهدف هذه الدراسة إلى إستخدام تطبيقات الجيوماتكس المتاحة عالميا على شبكة المعلومات العالمية في رصد التلوث الضوئي ضمن البيئة الحضرية لمدينة العزيزية، بالاستعانة بالمرئيات الفضائية والقياسات الخاصة بذلك والتي تتيحها العديد من المنصات العالمية وابرزها منصتي (Radiance Light Trends & light pollution) ، ورسم خرائط التلوث الضوئي في المدينة منذ عام 2012 وحتى 2022, إعتمادا على بيانات هذه المنصات ونتائج الرصد الميداني داخل المدينة واطرافها والتي بلغت 34 نقطة رصد ونمذجة بياناتها بواسطة البرنامجArc GIS) ), لإنتاج خارطة شدة التلوث الضوئي للعزيزية لعام 2022 ومقارنتها مع بيانات المنصات العالمية التي تقيس شدة التلوث الضوئي عالميا . وكنتيجة للاستعمال المفرط للانارة الاصطناعية فقد سجلت المناطق التجارية داخل المدينة اعلى مستوى للضوء المنعكس بلغ مقداره (150LUX ) في المركز التجاري الرئيس للمدينة (شارع الخليج العربي)، فيما بلغ ادناه عند اطراف المدينة بمقدار (1.9 LUX). لقد جاءت قيم الرصد الميداني متوافقة مع وظائف كل منطقة في المدينة ومتوافقة ايضا مع بيانات المنصات العالمية الاكثر دقة (Radiance Light Trends & light pollution) , لاسيما ما يتعلق بقلب المدينة التجاري الذي سجل اعلى درجات الشدة الضوئية . لقد خلصت الدراسة الى حدوث ارتفاع مطرد بكمية الاشعاع الضوئي المنعكس عن مدينة العزيزية الى السماء بحيث انتقلت المدينة من الرتبة الرابعة (2012 ) وفقا لمقياس بورتل الى الرتبة الخامسة عام 2021-2022 ، وهو الامر الذي يعكس ازديادا كبيرا في شدة التلوث الضوئي للمدينة وضواحيها خلال مدة لا تزيد عن 10 سنوات . كذلك تشير هذه الدراسة الى ضرورة وضع النظم والقوانين التي تكفل المحافظة على صحة الانسان ، البيئة من هذا النمط من التلويث ، والعمل على إيقاف الهدر في الطاقة وتقليل التكلفة السنوية لانتاج الضوء الاصطناعي