سياسة بريطانيا ومصر تجاه السودان 1952-1956

شهدت قضية السودان تدخلاً واضحاً من قبل بريطانيا ومصر قبل اندلاع ثورة يوليو/ تموز 1952 وبعدها , وكان كل طرف يحاول تحقيق أهدافه السياسية على حساب رغبة السودانيين في تقرير مصير بلادهم, فكانت مصر ترغب أن يكون السودان جزءاً لا يتجزأ من مصر, أما بريطانيا فكانت تدعم التيار الذي يدعو إلى الانفصال عن مصر, وهذا الموقف الأخير لا ينم عن موقف بريطانيا المساند لقضية السودان بقدر تعلق الأمر بأن بريطانيا ضد فكرة أي مشروع وحدوي في المنطقة لأن هذا الأمر يتعارض مع تحقيق مصالحها الاستعمارية في المنطقة, ولهذا تمكنت بريطانيا في نهاية المطاف أقناع حتى التيار الذي كان يدعو إلى الوحدة مصر باتجاه الانفصال حتى أعلن إسماعيل الأزهري عام 1955 صراحةً أمام مؤتمر باندونغ برغبة السودان في الاستقلال عن مصر, ولهذا فقد شعرت مصر بالإحراج أمام المجتمع الدولي مما اضطرها إلى الرضوخ إلى إرادة السودانيين ورغبتهم في الاستقلال عن مصر والذي تحقق في كانون الثاني عام 1956 , على الرغم من أن رغبة الحكومة المصرية كانت تسير قبل هذا باتجاه تحقيق فكرة وحدة وادي النيل